حوار حصري مع الكوميدي “النقّار”: هذه حقيقة مرضي … ولا أقبل العمل مع سامي الفهري لهذه الأسباب !!!

حوار حصري مع الكوميدي النقّار هذه حقيقة مرضي

لم يكن يتوقّع أنّ مجرّد فيديوهات عابرة على مواقع التواصل الإجتماعي، ستغيّر وجهة حياته المليئة بالأتعاب والأتراح إلى سعادة غامرة تستمدّ معانيها من الشهرة وبلوغ ذؤابة المجد، لكنّه استخلص درساً هامّا مفاده أنّ العمل والتضحيات يكفلان الوصول إلى القمة مهما حالت الظروف والعقبات…

صابر الهذيلي، ذلك الشاب الذي صنع من ألمهِ أملا جامحاً ومن عجزهِ نجاحاً ساحقاً ولجَ بفضله قلوب التونسيّين وخاصّة منهم روّاد “الفيس بوك”. كان لموقع الجمهورية ٱتصالٌ به، للحديث معهُ ولو باقتضاب عن بداياته المسرحية، ونجاحاته المحقّقة مرورا بمعاناته الصحية التي لم يتحرّج قيد أنملة في الكشف عن تفاصيلها المُرّة، مرارة الحنظل، فكان التالي.

لو تقدّم نفسك للقرّاء؟

صابر الهذيلي، من مواليد 22 جانفي 1983، نشأتُ بإحدى قرى مدينة النفيضة الساحلية في وسط عائلي بسيط، ثم التحقت بمقاعد الدراسة قبل الإنقطاع عنها في فترة مبكرة، نتيجة لأسباب قاهرة.

لكن، ماذا عن الكنية التي إشتهرت بها “النقّار”؟

في الحقيقة، كلمة النقار اقتبستها من الحركة التي قام بها ذات يوم مسؤول رياضي بارز، لما أقدم على استعمال يده في حركة لا أخلاقية تجاه مساعد حكم مباراة فريقه، حينها تساءلتُ بطريقة ساخرة عن طريق أحد السكاتشات، لمَ لا ينقر ذاك المسؤول رئيس الحكومة حتى يستفيق من سباته وينتبه لحال البلاد والعباد! صابر، لو تحدّثنا عن عن بداياتك مع المسرح، وتجاربك من خلاله؟

إنطلاقتي كانت ولا تزال مع الفرقة التي انتمي اليها جسدا وروحا، الفرقة البلدية للفن الركحي بالنفيضة، حيث قررت الإنضمام إليها من منطلق إيماني الراسخ بموهبتي الفذة في الإلقاء المسرحي، لتتنامى شيئا فشيئا بعد أن عملت على صقلها والعناية بها مجموعة من الأسماء اللامعة، يبقى أقربهم إلى قلبي ووجداني أخي وصديقي معز دبّش، والذي يسهر على تأليف إنتاجاتي الناجحة بفضل ما يمتاز به من براعة وذكاء وكفاءة عالية.

لمع نجمك أكثر، على الفضاء الإفتراضي، بفيديوهات لاقت رواجا واسعا، لماذا قرّ توجّهك إلى “الفيس بوك”؟

لا أحد ينكر أنّ “الفيس بوك” أصبح نافذة المواهب التي تعوزها الإمكانات إلى التعبير عن نفسها والترويج لمخزونها الخام، وهذا ما اعتمدتهُ وراهنت عليه، والحمد لله، حقّقت منذ أول سكاتش فايسبوكي ما لم أكن أتوقّعهُ، ولَكم تأثرت فرحاً بالتهاني والتشجيعات التي بلغتني، من تونس وخارجها، الأمر الذي بات يمثل لي هاجسا كبيرا وحملا ثقيلا، كيف لا وجمهور المتابعين يتضاعف يوما تلو الآخر ويترقب مني مادة كوميدية هادفة وذات رسالة.

على ذكر الرسالة، ماهي المواضيع التي تطرحها من خلال أعمالك المعروضة؟

سكاتشاتي تتناول كلّ القضايا الإجتماعية والسياسية التي تشغل بال المواطن ويتداولها الإعلام، لكن على طريقتي وبأسلوبي اللذيذ والمغاير، فالسقوط في البذاءة والإجترار الرديء لا يغوياني كما إستسهال النكتة والإستهانة بذكاء المشاهد أمر لا أعتمد عليه البتة، النكتة عندي مقدسة ولها دلالة ومعانٍ.

نراك اليوم بحصّة تلفزية على قناة الجنوبية، هل يمكن القول أنّ صابر النقار بدأ يتحسّس طريقا جديدا نحو النجومية؟

بالمناسبة، أود أن أتقدم بشكري البالغ إلى القائمين على القناة الذين فتحوا لي المجال حرّا لكي أفصح عن ما أحمله من إبداع، فعلى الرغم من المتاعب الصحية التي أرزح تحت وطأتها، خصّصت لي المؤسسة فريقا كاملا للتنقل إلى النفيضة أين أقوم بالتصوير إلى جانب زميلتي في الفرقة المسرحية، وآمل أن تلقى أعمالي رضاء المتابعين وتشد إهتمامهم، لأنّ الفنان في بداية مسيرته يحتاج إلى “الكلمة الباهية” والمساندة حتى يتقدم ويتمكن من إبراز طاقاته وترجمتها على أحسن وجه.

صابر، هل تلقّيت عروضا تلفزية أخرى لتأثيث برامجها؟

إحقاقا للحق، كان للقناة الوطنية إتصال بي للمشاركة في برنامج تقدمه الإعلامية آمال الشاهد، غير أني اعتذرت وبكل لطف لأسباب شخصية، كما أتذكر أنّ المكي هلال طلب ودّي لتعزيز فريق برنامج كان يشرف على إعداده، لكن “المكتوب هزني الجنوبية”، التي أعمل فيها بأجر مالي محترم وبمحبّة متبادلة، ولا أرى نفسي اليوم في فضاء آخر غير الجنوبية، لا سيما وظروفي الصحية تلعب دورا محوريا في رسم ملامح تحركاتي ومشاريعي وبرامجي.

علمنا أنّك تستعد لتصوير إنتاج تلفزي يبث قريبا، هل من تفاصيل؟

نعم، الفكرة موجودة تحوم حول سيتكوم هزلي محض، يسلط أضواءه على مستجدات الساحة التونسية على تنوعاتها في كوميديا سوداء تعرّي الواقع وتبعث برسائل مضمّنة إلى أصحاب الرأي والقرار، وأزعم أنّ السلسلة ستحدث مفاجأة سارة للجمهور، ترقبونا على قناة الجنوبية.

رحلتك مع المرض صابر؟

أنا مصاب بفشل كلوي تام وأخضع إلى تصفية الدم مرة كل يومين، منذ أوائل التسعينات، رحلة مع التعب والمعاناة والألم، لم تنتهِ، لكن رغم ما أتجشمه من إرهاق يومي إلا أني تحاملت على نفسي وآمنت بقدراتي وخضت غمار الفن بـ”غرام كبير”، المسرح هو رفيق دربي وهو الذي يواسيني في محنتي القاسية جدا.

هل لك رسالة تودّ أن توجهها إلى الدولة؟

فقط التفتوا إلى الشباب الطامح والمواهب المدفونة، قدّموا دعمكم لها وغيّروا في مقارباتكم الثقافية المُمركزة والتي لا تولي اهتماما بالمناطق المهمشة، رسالتي إلى وزير الثقافة، لا تحرمونا من حلم مشروع.

أيّ الفنانين الأقرب إلى قلبك، وتعتبره مثلك الأعلى؟

حتما، كمال التواتي، فنان في منتهى الروعة يتقن أدواره ويؤدي رسالته بإبداع، أتابعه بشغف وتلهمني شخصيته المتفرّدة.

ما رأيك في لمين النهدي؟

لا تغريني إنتاجاته وما يقدمه على الركح، وما زاد في انحدار مستواه إطلالته التلفزية الباهتة… لمين، تجاوزته الأحداث.

وكريم الغربي؟

مجرّد فرقعة إعلامية عابرة لا غير، وكل ما يطرحه على قناة الحوار التونسي لا يرتقي إلى مستوى الكوميديا الهادفة، إنها الرداءة في أوضح تجلياتها، وعلى عكس كريم، يشدني مردود بسام الحمراوي، فنان مجتهد ومتميز بصدق.

إذا أتاك عرض من قناة الحوار التونسي، هل تقبل العمل ضمن فريقها؟

مع احترامي للفريق العامل بها، العمل ضمن هذه القناة لا يشرفني، واغلب ما تعرضه يمس الأخلاق العامة وينزل بها إلى الحضيض.

ختاما، كلمة حرة ومفتوحة؟

أنتهز هذه المساحة لتوجيه رسالة امتنان واكبار وتبجيل لوالدتي التي تعبت وتقاسمت معي أوجاعي وطموحاتي، وسعت إلى أن تمنحني إحدى كليتيها لكن مساعيها لم تفلح، وإلى أصدقائي وأهالي النفيضة، تشجيعاتكم لي تمنح قلبي الحياة… أنتم رأس مالي.

حوار حصري مع الكوميدي النقّار هذه حقيقة مرضي … ولا أقبل العمل مع سامي الفهري لهذه الأسباب !!!

المصدر

Related Post